اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي ينعون رائدة أدب الطفل مها صلاح

نعى ناشطون وصحفيون وكتاب يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي ببالغ الحزن والأسى الكاتبة والقاصة مها ناجي صلاح، التي رحلت عن عالمنا، الاثنين، في ظروف غامضة.
واعتبر الجميع أن فقدانها يمثل خسارة فادحة للأدب اليمني والعربي، لما قدمته من إبداع مستمر في مجال أدب الأطفال.
عبد الرحمن الغابري
مها ناجي صلاح
لماذا يا مها تصعقيني برحيلك؟ فبينما لا زلت ارتعش بحمّى فقد أحببت كُثر رحلوا، صعقتني مجددًا؟
لماذا يا مها يا ابنتي التي احتضنتك ورضعتك معًا، وابتهجت عدسة كاميرتي بتصويرك وأنتِ بأربع أسنان فقط، تحبين فوق سجاجيد أبيك أخي ناجي يحيى صلاح من كان يفخر بأن له ابنة نابغة اسمها مها التي كانت في حياته وحياتنا هي الأغلى والأبهج، تملأ الدنيا فرحًا وسناء.
منذ نعومة أظافرك يا مها وأنتِ تضحكين، وضحكاتك تمطر أطفال اليمن كغيث مدرار لا ينضب.
كبرت يا مها وأنتِ الكبيرة منذ الصغر. ألّفتِ كتبًا وحكايات وقصصًا لتبقى وثائق لأطفال اليمن، كأروع أزمان الثقافة وأجمل عصور الابتهاج.
يا مها، رحيلك اليوم المفاجئ أبكى أطفال اليمن، سيفتحون كتبك التي أهديتها لهم، وكلما تصفحوها يبكون مها ويتذكرون زمنها المليء بالإنسانية والإبداع وحب الحياة.
أأأهٍ يا مها، كم ستظل تبكيك الأجيال. ستبقين مخلدة في عقول البشر الأصحاء جيلاً بعد جيل.
أنا وأبنائي وأحفادي، ومثلي كل من عرف وقرأ لمها، لن ننسى مها، التي كلما أشرقت ضحكتك يا مها، تنفرج الأرض أساريرها وتبتسم ثغور السماء، ويهطل الغيم رذاذًا ورديًا كلما حكت مها لأطفال اليمن حكايتها وقصصها المنسوجة من خيوط الفجر ورحيق الأزاهير.
يا مها، يا ابنتي العزيزة، أجد نفسي عاجزًا عن أن أكتب وأعبّر وأحكي عن سيرتك العطرة. كم أحتاج إلى أقلام وأوراق، وكم أحتاج إلى زمن يتيح لي سرد حكايات حياتك القصيرة الزاخرة بالإبداع يا مها.
وأنا موجوع اليوم وسأبقى موجوعًا، فنسيانك مستحيل ووجع رحيلك دائم يا مها.
سيفتقدك أطفال اليمن كلهم يا مها.
سيبقى آل صلاح وآل الغابري ينتظرون تعويضًا عن خسارتهم طويلاً.
ولا أظنهم سيتعوضون ويحصلون على شخص كمثل مها ناجي يحيى صلاح.
كذلك أدباء وكتّاب اليمن، أجزم أن خسارتهم فادحة برحيلك يا مها.
لروحك السلام والرحمة والرضوان، والخلود في فراديس الجنة.
الموجوع من كنتِ تدعينه يا عم يا خال يا رفيق أبي.
ونعى مكتب الثقافة في تعز وفاة الأديبة والكاتبة الاستثنائية، مها صلاح، عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وقال:”لقد كانت الأديبة منارة للإبداع، ويُعتبر رحيلها خسارة أدبية كبيرة للوطن والوسط الأدبي والثقافي.”
جائزة حزاوي لأدب الطفل قالت أن صلاح تركت لهم رصيدًا من الابتسامات والأمل عبر مؤسستها للطفولة “إبحار” ومشروعها القصصي في أدب الطفل.
وكانت الكاتبة مها صلاح عضو تحكيم الدورة الأولى لجائزة حزاوي لأدب الطفل، ورئيسة لجنة تحكيم الدورة الثانية، وقد وافاها الأجل قبل استكمال تقييمها لنصوص الدورة.
وتابعت:”ضعت مها صلاح بصمتها البارزة في أدب الطفل، وبرحيلها يفقد المشهد الأدبي والثقافي وأدب الطفل في اليمن فراغًا كبيرًا.
رحم الله مها صلاح وألهم محبيها الصبر والسلوان.”
وفي بيان أكدت مؤسسة حضرموت للثقافة أن الفقيدة قد عملت مع قسم الأدب بالمؤسسة كمدربة ضمن مشروع “دهشة: حكاية في أدب الطفل” في تدريب مجموعة من الكتاب الواعدين بمحافظة حضرموت في تقنيات وأساليب الكتابة للطفل.
وبهذا المصاب الجلل يفقد المشهد الأدبي في اليمن شخصية كان لها دور بارز في رفد المكتبة اليمنية في أدب الطفل.
وعلى مستوى الشخصيات المؤثرة والبارزة قالت وميض شاكر على فيسبوك: “من فين عاد لنا رقة كبسمتك، عذوبة ككلماتك، طيبة كقلبك، ومثابرة كقلمك.. رحلت اليوم نسمة المجتمع المدني والثقافي، رائدة أدب الطفل وحامية حقوقه، الغالية مها صلاح.
الله والخسارة، الله والوجع.
في رحاب الله ووداعته يا مها، في جنته وظلالها المديدة، رحمة الله عليك، رحمة الله ألف رحمة.”
وعلق مصطفى ناجي الجبزي:”يُفجع الوسط الأدبي اليمني والعربي بخبر صادم يتمثل بالوفاة الباكرة للأديبة والقاصة والكاتبة وصاحبة الروح النقية والضحكة الصادقة مها صلاح.
عنيت مها بأدب الأطفال والطفولة، وترفعت كل الترفع عن محاكاة ذوي الصنعة الواحدة وتشوهات المهنة.
خالص العزاء لأهلها وذويها ومعارفها والوسط الأدبي.”
وكتب في صفحات التواصل الاجتماعي الناشطون والكتاب، معبرين عن ألمهم وحزنهم، مشيرين إلى أن رحيلها سيترك فراغًا كبيرًا في أدب الأطفال، وأنها كانت رائدة في هذا المجال.
وكانت مها صلاح من الأسماء اللامعة التي ساهمت في إثراء المشهد الثقافي والأدبي، تاركة وراءها إرثًا أدبيًا مميزًا ونصوصًا أدبية غنية بالتفاصيل التي تلامس أحلام الطفولة.